يحتل موضوع تنظيم سلوك الطلاب ومواظبتهم في المدارس مكانة مهمة في العملية التعليمية ، فهو جزء من التربية الأخلاقية الشاملة التي حثت عليها سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ، وقد احتوت وثيقة سياسة التعليم عدداً من المواد التي تناولت التربية الأخلاقية ، وربطها بشكل مباشر بالعملية التعليمية .
ولأخلاق الكريمة هي أساس السلوك الإنساني في جميع معطياته العبادية والتعاملية الجماعية والفردية ، ولهذا وصف الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بأنه على خلق عظيم ، وقد تناولت الشريعة الإسلامية الجوانب الأخلاقية وأولتها اهتماماً كبيراً لما لها من أثر عظيم في تنظيم حيلة الناس وتقييدها وضبطها ، وهذا التناول جاء بنصوص صريحة في القرآن الكريم ، وأحياناً بطريقة الثناء والتفضيل لأنماط معينة من سلوكات وردت في قصة قرآنية أو نبوية ، كما اشتملت السنة المطهرة على سلسلة وافرة من الأحاديث التي تحث على الخلق القويم والسلوك الحسن ، ومن أمثلة ذلك :
قوله تعالى:[وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ] أي التاركين للذنب والعاملين للصلاح ، وقوله تعالى: [ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقاً )) رواه البخاري ، والشواهد على هذا كثيرة لا تحصى .
- الـسـلـوك :
والمقصود به التزام الطالب ذاتياً بالنظام المدرسي ، وتقبل التوجيهات والتعليمات المدرسية ، وإنفاذها داخل المدرسة وفي محيطها .
- السلوك المفترض من الطالب في المدرسة :
ينبغي أن يتحلى الطالب داخل المدرسة وخارجها بالسلوكات الآتية :
- الالتزام بقيم الإسلام وشعائره والبعد عن كل ما يخالفه .
- الالتزام بالحضور إلى المدرسة في الوقت المحدد .
- تجنب الخروج من المدرسة قبل وقت الانصراف إلا بإذن من الإدارة .
- الالتزام بالبقاء في الفصل أوقات الحصص ، وتجنب الخروج منه إلا للضرورة ، وبإذن المعلم .
- المشاركة في تنظيم المدرسة والإسهام في نشاطها وبرامجها ومناسباتها .
- احترام جميع منسوبي المدرسة من إداريين ومعلمين ومرشدين ومستخدمين وطلاب .
- الالتزام بالصدق والأمانة وأدب الحديث وحسن الخلق ، قال المصطفى: (( إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ… الحديث )) رواه البخاري ومسلم ، وقال المصطفى: (( أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ، وقال المصطفى: ((الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ… الحديث )) رواه مسلم .
- الاعتماد على نفسه في حل واجباته وأداء اختباراته .
- الاعتماد على نفسه بما يكلف به من نشاط .
- التعاون مع المعلم والمرشد فيما يواجهه من صعوبات ومشكلات .
- المحافظة على نظافة فصله ومدرسته والحرص على سلامة منشآتها وتجهيزاتها وتجنب العبث بها .
- العناية بنظافة جسمه وملبسه ومأكله ومشربه والمحافظة على أدواته ودفاتره ، قال المصطفى: (( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ… الحديث )) رواه مسلم .
- الحضور إلى المدرسة باللباس العربي السعودي .
- تجنب ما ينافي الخلق الإسلامي النبيل من المظهر والملبس .
- المحافظة على الصلاة جماعة في المدرسة والمسجد والحرص على أدائها على الوجه الأكمل قال تعالى : [ حَافِظُوْا عَلَى الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى وَقُومُوْا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ ]
- تطبيق ما يأخذه في المدرسة من علم شرعي وسلوك أخلاقي في حياته العامة .
- المحافظة على وقته واستثماره إلى أقصى درجة فيما يفيد .
- تجنب السهر ليتمكن من متابعة شرح المعلم في الفصل بنشاط وحيوية .
- بناء علاقة وثيقة مع المعلم مبنية على التقدير والاحترام .
- الحرص على تنمية مهاراته ومواهبه من خلال برامج النشاط المتنوعة التي تنفذها المدرسة .
- تجنب الإخلال بقواعد الأمن والسلامة داخل المدرسة وخارجها .
- التفاعل مع البرنامج الصباحي الرياضي والثقافي .
- طلاقة الوجه والبشاشة في وجوه إخوانه وزملائه وابتدائهم بالسلام والمصافحة والسؤال عن أحوالهم ، قال المصطفى: (( لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ )) رواه مسلم .
- الخروج من الفصل بهدوء بعد انتهاء الحصة والرجوع إليه بهدوء في الوقت المحدد بعد انتهاء وقت الفسحة .
- التبكير في التوجه للمصلى وأداء الصلاة بسكينة وإجلال ، مع إلتزام الأدب في أثناء بقائه في المصلى، قال المصطفى: (( لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ )) رواه الترمذي .
- اختيار الجليس الصالح والصديق الذي تتمثل فيه الأخلاق النبيلة والسيرة الحسنة ، وتجنب أصدقاء السوء ، قال المصطفى: (( الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب .
- الحرص على ارتياد مركز مصادر التعلم ، لتحقيق النمو المعرفي والثقافي والنضج العقلي والتفوق الفكري .